«٦٨» وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بمنزلة قوله: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ﴾ «آل عمران ١٥١» بعد قوله: (بل الله مولاكم)، وهو إجماع (٣).
«٦٩» قوله: (يدخلون) قرأه أبو بكر وأبو عمرو وابن كثير بضم الياء وفتح الخاء، ومثله في مريم والأول من غافر (٤)، أضافوا الفعل إلى غيرهم، لأنهم لا يدخلون الجنة حتى يدخلهم الله جلّ ذكره إياها، فهم مفعولون في المعنى، فبنوا الفعل للمفعول على ما لم يسم فاعله، وقد أجمعوا على قوله:
﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ «إبراهيم ٢٣» ﴿وَيُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ﴾ «المجادلة ٢٢» وهو كثير. وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الخاء، أضافوا الفعل إلى الداخلين، لأنهم هم الداخلون بأمر الله لهم، دليله قوله: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ «الأعراف ٤٩» وقوله: ﴿ادْخُلُوها بِسَلامٍ﴾ «الحجر ٤٦» وهو أيضا
(١) تكملة موضحة من: ص. (٢) معاني القرآن ١/ ٢٨٣، وتفسير الطبري ٩/ ٨٥، وتفسير القرطبي ٥/ ٢٤٢، وتفسير ابن كثير ١/ ٥٤٠، وزاد المسير ٢/ ١٧٤، وتفسير النسفي ١/ ٢٤٥، وتفسير مشكل إعراب القرآن ٥١ /أ. (٣) النشر ٢/ ٢٤٣، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢٦ /ب. (٤) الحرفان على التوالي (آ ٦٠، ٤٠)، وسيأتي ذكرها في السور المذكورة، الفقرة «١٩، ٣، ٩».