حديث أنس بن مالكٌ (٣)؟ قال: جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم -: يا رسولَ الله، هَلَكَتِ المَوَاشِي، وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَادعُ اللهَ، فَدَعَا رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - فَمُطِرْنا مِنْ جُمُعَة الى جُمُعَة، فجاءَ رَجُلٌ (٤) إلى رسول الله. فقال: يا رسولَ الله، تَهَدَّمَتِ البُيُوت، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وهَلَكتِ المَوَاشِي، فقالَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: " اللَّهُمَّ رؤوسُ (٥) الجبال وَالآكَامِ، وبُطُونُ الأَوْدِيَةِ، ومَنَابِتَ الشَّجَرِ" فَاْنجَابَتْ عن المدينةِ انْجيَابَ الثَّوْبِ.
غريبه وفقهه (٦):
وفي ذلك عشرة ألفاظِ (٧).
وفيه (٨) من الفقه فائدتان (٩):
الفائدة الأولى (١٠):
فيه الدُّعاءُ إلى الله تعالى في الاسْتِصْحَاءِ كما يُدْعَى في الاستسقاء؛ لأنّ كلّ أذىً يُفْزَعُ (١١) إلى الله تعالى في كشفه (١٢)، وقد سَمَّى اللهُ كثِيرَ (١٣) المطر أَذىً، فقال:{إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ}(١٤).
وفيه أيضًا: أنّه لا يحوَّل الرِّداء في الاستصحاء، إذْ لا بُرُوزَ فيه ولا صلاةَ له
(١) الدخان: ١٦. (٢) أخرجه البخاريّ (١٠٢٠)، ومسلم (٢٧٩٨). (٣) في الموطَّأ (٥١٤) رواية يحيى. (٤) جـ: "الرَّجل"، وهي ساقطة من: ف، والمثبت من الموطَّأ. (٥) في الموطَّأ:"ظهور". (٦) جـ: "عربية وفقه". (٧) كذا بالنسخنين بدون ذكر هذه الألفاظ، فلعلّها سقطت من الأصل. (٨) جـ: "فيه " ولعل الإنسب ما أثبتناه. (٩) "فيه من الفقه فائدتان" ساقطة من النّسختين، واستدركت في هامش النسخة: جـ. (١٠) هذه الفائدة مقتبسة من شرح البخاريّ لابن بطّال: ٣/ ١٢ - ١٣. (١١) في شرح ابن بطّال: " لأنّ كلّ ذلك بلاء يفزع". (١٢) جـ: " في كشف ما نزل". (١٣) في شرح البخاريّ: "كثرة". (١٤) النِّساء: ١٠٢.