عوف:" بارك الله عليك، أولم ولو بشاة "(١) وفى حديث آخر: أنه قال: " بارك الله لكم وعليكم ".
ومعنى الطائر هنا: الحظ، أى أيمن حظ وأفضله. يقال للحظ من الخير والشر: طائر، وقيل ذلك فى قوله تعالى:{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِه}(٢)، وقيل فى قوله تعالى:{طَائِرُكُم مَّعَكُم}(٣) أى المقدور لكم من البخت والحظ. وقال الداودى: معناه: على خير ما يأتى ويُرجى؛ لأنهم كانوا ربما سرّهم استقبال الطائر إياهم واستبشروا به.
قال القاضى: وأصله مستعار مما كانت العرب تتعيّفُ به وتتفال من الطير السائح والبارح، وليس كل ما استقبلهم كانوا يسرون به، وسيأتى الكلام عليه فى موضعه من الكتاب.
وقولها:" فغسلن رأسى، وأصلحننى ": فيه جواز تزيين المرأة لزوجها، وجواز اجتماع النساء لذلك، ولما فيه من شهرة النكاح والدخول وهو مما يجب إشهاره وحضور النساء له، فقد يحتاج إليهن فى نوازل الأحكام.
وقولها:" فلم يرعنى إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحى فأسلمننى إليه ": أى لم يفزعنى. والروع: الفزع، ويستعمل فى كل أمر يطرأ على الإنسان فجأة، من خير أو شر، فيرتاع لفجأته. وفيه جواز الابتناء بالأهل بالنهار، وعليه ترجم البخارى فى باب: الابتناء بالنهار بغير مركب ولا نيران (٤). قال بعضهم: كلما اشتهر النكاح بمركب أو نيران كان أولى، ويكفى فى ذلك الإعلان. ومعنى النيران - والله أعلم - الولائم، كما قال فى الحديث الآخر:" أو يرى دخان أو كثرة السرج عند الزفاف بالليل "، والله أعلم.
وقولها:" ومعها لعبها ": أى البنات التى يلعب بها الجوارى، يُريد: لِصغر سنها. فيه جواز اتخاذهن وإباحة لعب الجوارى بهن، وقد جاء فى الحديث الآخر رؤية النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(١) سيأتى قريباً برقم (٧٩) بالباب بعد التالى. (٢) الإسراء: ١٣. (٣) يس: ١٩. (٤) البخارى، ك النكاح، ب الابتناء بالنهار من غير مركب ولا نيران. الفتح ٩/ ٢٢٤.