وقد قالوا في (الهالكِ)(٣) هُلّاكٌ وهَالكونَ، كما يجبُ في القياسِ. والحَمْلُ في هذا البابِ على اللفظِ أكْثَرُ في كلامِهِمْ من الحَمْلِ على المعنى، ألا ترى أنَّهم قالوا: دامِرٌ ودامِرونَ (٤) ولم يقولوا: دَمْرَى (٥).
وقالوا: بعيرٌ جَرِبٌ وإبلٌ جِرَابٌ، جَعَلوُهُ بمنزلةِ حَسَنٍ وحِسَانٍ، وَوَافَقَ (فَعِلٌ)(٦) فَعَلًا في الصِّفَةِ، كما وَافَقَ جَمَلٌ فَخِذاً في التَّكْسِيرِ حَيْثُ جَمَعوها على أفْعالٍ. فأما قولُهُمْ: جَرْبَى فيجوزُ أنْ يكونَ جَمْعَ أجْرَبٍ أيضًا، ويُحْمَلُ (٧) على المَعْنَى. كما قالوا: أحْمَقٌ وحَمْقَى، وأنوَكٌ ونَوْكَى. جُعِلَ (٨) ما أُصِيبَ بهِ في بَدَنهِ بمنزلةِ ما أُصِيبَ بهِ في نَفْسِهِ.
(١) ل: "ولأن". (٢) ديوانه ص ٣٤ من قصيدة يمدح بها أيوب بن سليمان بن عبد الملك وتمام البيت: قتلننا بعيون زانها مرض … وفي المراض لنا شجو وتعذيب وهو منسوب له في القيسي (١٨٦ و). (٣) الأصل: "في الهلاك" سهو. (٤) س: " ذامر وذامرون" تصحيف. وفي اللسان (دمر) ٥/ ٣٧٧: "ورجل دامر: هالك لا خير فيه، يقال رجل خاسر دامر". (٥) س: "دامري". تحريف وجاء في شرح الجرجانى للكتاب (١٦٦ و): "وأما قولهم دامر ودامرون وامتناعهم من أن يقولوا: "دمرى" فلأجل أن اعتبار ذلك نوع من المشكلة فلا يجب في كل شيء". (٦) الأصل "فعال" سهو. وقد نص سيبويه على ذلك في ٢/ ٢١٤ إذ جاء فيه: "وقالوا: قوم وجاع" كما قالوا: بعير جرب وإبل جراب جعلوها بمنزلة حسن وحسان، فوافق فعل فعلا هنا كما يوافقه في الأسماء". (٧) ف: "وحمل". (٨) ف: "وجعل".