واعلم أنه ليس في أفعال الحق سبحانه ما يوجب أن يؤمن عقابه إنما في أفعاله ما يمنع اليأس من رحمته، وكما لا يَحسن اليأس لما يظهرُ من لُطْفِهِ في خلقه لا يَحسن الطمع لما يبدو من أخَذَاتِه وانتقامه فإنَّ مَنْ قطع أشرفَ عضوٍ بربعِ دينار لا يؤمن أن
(١) انظر لمزيد بيان في تفسير هذه الآية: تفسير الطبري ٢/ ٣٥٥ وتفسير السعدي ص ٩٨ ومما قال ﵀: "فحقيق بهؤلاء أن يكونوا هم الراجون رحمة الله؛ لأنهم أتوا بالسبب الموجب للرحمة وفي هذا دليل على أن الرجاء لا يكون إلا بعد القيام بأسباب السعادة وأما الرجاء المقارن للكسل وعدم القيام بالأسباب فهذا عجز وتمن وغرور وهو دال على ضعف همة صاحبه ونقص عقله بمنزلة من يرجو وجود ولد بلا نكاح ووجود الغلة بلا بذر وسقي ونحو ذلك". (٢) حديث شداد بن أوس ﵁ أخرجه الترمذي: رقم (٢٥) رقم (٢٤٥٩) وقال: حديث حسن. وابن ماجه رقم (٤٢٦٠) والإمام أحمد في المسند ٤/ ١٢٤ والحاكم في المستدرك ١/ ٥٧ وقال: صحيح على شرط البخاري. وتعقبه الذهبي فقال: لا والله، أبو بكر واهٍ. وأخرجه في موضع آخر بالسند نفسه ٤/ ٢٥١ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم الغساني قال الذهبي عنه في المغني: ضعيف عندهم. ٢/ ٧٧٤ وكذا ابن حجر في التقريب ص ٦٢٣؛ ولذا ضعف الحديث الألباني في ضعيف الترمذي رقم (٤٣٦)، وضعيف ابن ماجه رقم (٩٣٠)، وضعيف الجامع رقم (٤٣٠٥)، وتخريج المشكاة رقم (٥٢٨٩). (٣) هذا القول لمعروف أخرجه السلمي ص ٨٩ وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٣٦٧ والمؤلف في مناقب معروف ص ١٢٣. ولفظه: طلب الجنة بلا عمل: ذنب من الذنوب وانتظار الشفاعة بلا سبب: نوع من الغرور وارتجاء رحمة من لا يطاع: جهل وحمق.