فإنَّه كان الغناء في زمانه إنشاد قصائد الزهد إلا أنَّهم لما كانوا يُلَحِّنونَها اختلفت الرواية عنه:
• فروى عنه ابنه عبد الله أنَّه قال: الغناءُ يُنبتُ النِّفَاقَ في القلب لا يعجبني (١).
• وروى عنه إسماعيل بن إسحاق الثَّقَفيُّ: أنَّه سُئِلَ عن استماع القصائد؟ فقال: أكرَهُه، هو بدعة، ولا يُجَالَسون (٢).
• وروى عنه أبو الحارث أنَّه قال: التَّغبير بدعة. فقيل له: إنَّه يرقق القلبَ. فقال: هو بدعة (٣).
= النبوات ص ١٠٠ - ١٠١ وأمراض القلوب ص ٢٤ والفتاوى ١٠/ ١٣١ وروضة المحبين ص ٢٨ والردود العلمية في دحض حجج الصوفية ص ٦٢٤. (١) هكذا جاء في مسائل عبد الله ص ٣١٦ وهذا القول رواه عن عبد الله بن مسعود ﵁ موقوفًا: المروزي في تعظيم قدر الصلاة ٢/ ٦٢٩ ورواه عنه مرفوعًا: أبو داود ٤/ ٢٨٣ فمدار الحديث على هذا شيخ مجهول "وفي رفعه نظر والموقوف أصح". كذا قال ابن القيم في الإغاثة ١/ ٢٧٧ فإسناده ضعيف مرفوعًا. وليعلم أن الإمام أحمد يستعمل هذا اللفظ ولفظ الكراهة وهو يريد به التحريم. وهذا ما أوضحه الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين ١/ ٣٩. (٢) أخرج هذا الأثر الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ١٤٩. ولم يرد فيه جملة "هو بدعة، ولا يجالسون" وأورد بعد هذا الأثر عن عبد الرحمن المتَطبِّب قال: سألت أحمد بن حنبل قلت: ما تقول في أهل القصائد؟ قال: بدعة، لا يجالسون. (٣) رواه الخلال في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ١٥١. بإسناد صحيح.