أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الله بن عليٍّ المقرِئ، قال: أخبرنا أحمدُ بنُ بُنْدَار بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمدُ بنُ عُمَر بكير النَّجَّار، قال: أخبرنا أحمدُ بنُ جعفر بن حمدان، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الله البصري، قال: نا أبو عُمر حفصُ بنُ عمر الضَّرير، قال: أخبرنا حمَّادُ بنُ زيد، قال أخبَرني عَمرو بنُ مالكٍ النكُري، قال: قرأ قارئٌ عندَ أبِي الجَوزاء، قال: فصاحَ رجُلٌ من أُخْرَيَاتِ القومِ - أو قال: من القومِ -، فقام إليهِ أبو الجوزاء، فقيل له: يا أبا الجوزاء، إنه رجل به شيءٌ. فقال: ظننتُ أنَّهُ مِن هؤلاءِ النَّعَّارِين، فَلَوْ كان منهم لَوَضَعْتُ رِجْلي على عُنُقِه (١).
• وقال أبو عَمْر (٢): أخبرنا جرِيرُ بنُ حازِمٍ أنهُ شَهِدَ محمدَ بن سيرين، وقيل له: إنَّ هاهُنا رِجالًا إذا قُرِئَ على أحدِهِم القرآنُ غُشِيَ عَلَيه. فقال محمدُ بن سيرين: يقعُدُ أحدُهم على جدارٍ ثمَّ يُقْرَأُ عليه المصحَفُ مِن أوَّلهِ إلى آخِرهِ، فإن وَقَعَ فَهُوَ صادقٌ! (٣).
قال أبو عمر: وكان محمدُ بنُ سيرين يذهبُ إلى أن هذا تصنُّع وليس بحقٍّ مِن قلوبهم.
أخبرنا محمدُ بنُ عبد الباقي، قال: أخبرنا حمدُ بن أحمد، قال: نا أبو نُعَيم الحافظ، قال: نا أبو محمد بن حَيَّان، قال: نا محمدُ بن العبَّاسِ، قال: نا زيادُ بنُ يحيى، عن عمران بن عبد العزيز، قال: سمعتُ محمدَ بنَ سيرين وسُئِل عمن يستمِع القرآن
= والحاجة ومعروف أن الصوفية يتسمون بالفقراء. (١) أخرجه المؤلف من هذا الطريق ويجتمع هو والذي قبله عن حماد بن زيد به. وقوله: النعارين: لعلها من النَّعْرَة: صوتٌ في الخَيْشُوم ونَعَرَ الرجلُ يَنْعَرُ وَينْعِرُ نَعِيرًا ونُعارًا: صاحَ وصَوَّتَ والنَّعِيرُ: الصِّياحُ. انظر: العين ٢/ ١١٩ واللسان ٥/ ٢٢٠. ومن المعروف الصياح ورفع الصوت عند سماع الذكر من الصوفية. ولعل ما ورد في القصة السابقة من قوله: القفازين محرف عنها. (٢) الظاهر لي أنه أبو عمر بن عبد البر. (٣) أورد هذا القول عن ابن سيرين السهروردي في عوارف المعارف ص ١٧٦ وبهامش الإحياء ٢/ ٢٦٢ وذكره شيخ الإسلام في الفتاوى ١١/ ٧. وانظر الأثر الذي يليه.