المجلس فقال: أنا! فقال: اجلس رحمك الله فقد عرفنا موضعك. ثم قام الثانية ذلك الشاب، فقال: اجلس فقد عرفنا موضعك. فقام الثالثة فقال أبو مرحوم لأصحابه: قوموا بنا إليه. فقاموا معه، فأتوا منزله، قال: فأتينا بقدر من باقلي فأكلناه بلا ملح.
ثم قال أبو مرحوم: عليَّ بِخِوان (١) خماسي وخمسة مكاكيك (٢) أرز، وخمسة أمنا سمن، وعشرة أمنا سكر، وخمسة أمنا صنوبر، وخمسة أمنا فستق، فجيء بها كلها، فقال أبو مرحوم لأصحابه: يا إخواني كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرق لونها، مبيضة شمسها، قال: أجروا فيها أنهارها. قال: فأتي بذلك السمن فأجري فيها.
ثم أقبل أبو مرحوم على أصحابه فقال: يا إخواني، كيف أصبحت الدنيا قالوا: مشرق لونها، مبيضة شمسها مجرية فيها أنهارها. فقال: يا إخواني، اغرسوا فيها أشجارها. قال: فأتي بذلك الفستق والصنوبر، فألقي فيها.
ثم أقبل أبو مرحوم على أصحابه، فقال: يا إخواني، كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرق لونها، مبيضة شمسها، مجرية فيها أنهارها، وقد غرست فيها أشجارها، وقد تدلى لنا ثمارها. قال: يا إخواني، ارموا الدنيا بحجارتها. قال: فأتي بذلك السُّكر فألقي فيها.
ثم أقبل أبو مرحوم على أصحابه، فقال: يا إخواني، كيف أصبحت الدنيا؟ قالوا: مشرق لونها مبيضة شمسها وقد أجري فيها أنهارها، وقد غرس فيها أشجارها، وقد تدلى لنا ثمارها، فقال إخواني: ما لنا وللدنيا، اضربوا فيها براحتها، قال: فجعل الرجل يضرب فيها براحته ويدفعه بالخمس.
(١) خوان: بكسر الخاء وضمها، والكسر أفصح، وهو الذي يؤكل عليه. مختار الصحاح، اللسان (خون)، وقد ذكره في "معجم الألفاظ الفارسية المعربة" (ص ٥٨). (٢) مكاكيك: جمع مكوك، وهو مكيال يساوي ثلاث كيلجات، والكليجة منا وسبعة أثمان منا، والمنا رطلان، والرطل اثنتا عشرة أوقية. مختار الصحاح (مكك).