° قال عبد الله، وحدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب، عن النبي ﷺ، قال:"البسوا الثياب البيض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم"(١).
قال الترمذي (٢): هذان حديثان صحيحان، وفي الباب عن ابن عمر. قال: وهذا الذي يستحبه أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل وإسحاق: أحب الثياب إلينا أن نكفن فيها البياض.
وقد ذكر محمد بن طاهر في كتابه (٣) فقال: باب السنة في لبسهم المصبغات، واحتج بأن النبي ﷺ لبس حُلة حمراء (٤)، وأنه دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء (٥).
قال المصنف: قلت: ولا ينكر أن رسول الله ﷺ لبس هذا، ولا أن لُبسه جائز، وقد روي أنه كان تعجبه الحبرة (٦)، وإنما المَسْنُون الذي يأمر به ويدوم عليه، وقد كانوا
(١) أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ١٣)، ورواه الترمذي (٥/ ١٠٩ رقم ٢٨١٠)، وقال: حسن صحيح. ورواه النسائي (٤/ ٣٤)، وابن ماجه (٢/ ١١٨١ رقم ٣٥٦٧)، وأحمد (٥/ ١٧ - ١٨، ١٩)، والحاكم (١/ ٣٥٤ - ٣٥٥) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. (٢) قال الترمذي في السنن (٣/ ٣٢٠) عن الحديث السابق (ص ٤٧٣): حسن صحيح، وفي الباب عن سمرة وابن عمر وعائشة. وقال عن حديثنا هذا (٥/ ١٠٩): حسن صحيح، وفي الباب عن ابن عبّاس وابن عمر. (٣) صفوة التصوف لمحمد بن طاهر المقدسي (ص ٢٣٧ - ٢٣٨). (٤) أخرجه البخاري (١٠/ ٣٠٥ رقم ٥٨٤٨)، ومسلم (٤/ ١٨١٨ رقم ٢٣٣٧)، وأبو داود (٤/ ٣٨٨ رقم ٤٠٧٢)، والترمذي فيه (٤/ ١٩١ رقم ١٧٢٤) وقال: حسن صحيح. والنسائي (٨/ ٢٠٣)، وأحمد (٤/ ٢٨١). (٥) أخرجه مسلم (٢/ ٩٩٠ رقم ١٣٥٨)، وأبو داود (٤/ ٣٤٠ رقم ٤٠٧٦)، والتر مذي (٤/ ١٩٧ رقم ١٧٣٥) وقال: حسن صحيح، والنسائي (٨/ ٢١١)، وابن ماجه (٢/ ٩٤٢ رقم ٢٨٢٢)، وأحمد (٣/ ٣٦٣، ٣٨٧). (٦) أخرجه البخاري (١٠/ ٢٧٦ رقم ٥٨١٢)، ومسلم (٣/ ١٦٤٨ رقم ٢٠٧٩)، وأبو داود (٤/ ٣٣١ رقم ٤٠٦٠)، والترمذي (٤/ ٢١٩ رقم ١٧٨٧)، وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي (٨/ ٢٠٣)، وأحمد (٣/ ١٣٤). والحبير من البرود: ما كان موشيًا مخططًا، يقال: برد حبير، وبرد حبرة بوزن عنبة على الوصف =