يتهيأ لغيري أن يبدع مثل هذه التي ابتدعتها! فتولد من فكرته هذه ظلمة؛ إذ كان فيها جحود لقدرة غيره، فقامت الظلمة تغالبه (١).
وكان مما سنَّهُ زرادشت: عبادة النار، والصلاة إلى الشمس (٢) يتأولون فيها أنها ملكة العالم وهي التي تأتي بالنهار وتذهب بالليل وتحيي النبات (٣) والحيوانات وترد الحرارات إلى أجسادها.
وكانوا لا يدفنون موتاهم في الأرض؛ تعظيما لها، ويقولون منها نشوء الحيوانات ولا نقذرها، وكانوا لا يغتسلون بالماء؛ تعظيما له (٤)، وقالوا لأن به حياة كل كل شيء، إلا أن يستعملوا قبله بول البقر ونحوه، ولا يبزقون فيه.
ولا يرون قتل الحيوانات ولا ذبحها، وكانوا يغسلون وجوههم ببول البقر تبركا به (٥)، وإذا كان عتيقا كان أكثر بركةً، ويستحلون فروج الأمهات (٦)، قالوا: الابن أحرى بتسكين شهوة أمه، وإذا مات الزوج فابنه أولى بالمرأة، فإن لم يكن ابن، اكتُرِي رجل من مال الميت، ويجيزون للرجل أن يتزوج بمائة وألف، وإذا أرادت الحائض أن تغتسل دفعت دينارا إلى الهربذ (٧) فيحملها إلى بيت النار ويقيمها على أربع وينظفها بسبَّابته.