فانتزع من شعره أبياتا زعم أنها تدل على فساد اعتقاد، وقد جعل لها من يتعصب وجها منها.
هوّن على بصر ما شق منظره … فإنما يقظات العين كالحلم (٣٥ - ظ)
قالوا: هذا البيت من اعتقاد السوفسطائية، وقوله في أخرى:
تمتع من سهاد أو رقاد … ولا تأمل كرى تحت الرجام
فإن لثالث الحالين معنى … سوى معنى انتباهك والمنام (١)
قالوا: فهذا ينبي عن اعتقاد الحشيشية (٢)، وقوله في أخرى:
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم … إلاّ على شجب والخلف في الشجب
فقيل تسلم نفس المرء باقية … وقيل تشرك جسم المرء في العطب (٣)
قالوا: فهذا مذهب من يقول بالنفس الناطقة، وقوله في عضد الدولة:
نحن بنو الدنيا فما بالنا … نعاف ما لا بد من شربه
تبخل أيدينا بأرواحنا … على زمان هي من كسبه
فهذه الأرواح من جوه … وهذه الاجساد من تربه (٤)
فهذا مذهب الهوائية وأصحاب الفضاء، وقوله في ابن العميد:
يعللنا هذا الزمان بذا الوعد … ويخدع عما في يديه من النقد
فإن يكن المهديّ من بان هديه … فهذا وإلا فالهدى ذا فما المهدي (٥)
(١) -ليسا في ديوانه.
(٢) -اسم أطلق في بلاد الشام على فرع النزارية من اتباع الدعوة الاسماعلية الجديدة التي أسسها حسن الصباح، ولا نعرف أصل هذه التسمية وسبب اطلاقها
(٣) -ديوانه:٤٤ وفيه فقيل تخلص نفس المرء سالمة.
(٤) -ديوانه:٥٧ وفيه الشطر الاول من البيت الاول «نحن بنو الموتى … ».
(٥) -ديوانه:١٠٨ - ١٠٩.