أنبأنا أحمد بن الازهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري عن القاضي أبي علي المحسن بن علي التنوخي قال: وأنشدني أيضا-يعني-أبا الفرج الببغاء، وقال: قلتها بديها في أبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان وكنت حاضرا وقد ضرب بسيف كان في يده هامة جمل ففصلها فأنشدته في الحال:
ما الفعل للسيف اذ هزّت مضاربه … فمرّ محتكما في هامة الجمل
لكن كفك أعدته بجرأتها … وفتكها فمضى يهوي على عجل
(١٣ - و)
ولو سوى كفك المعروف صال به … نبا ولو كان مطبوعا من الاجل (١)
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الاديب في كتابه قال: أخبرنا أبو منصور عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي قال: وأنشدني-يعني-أبا بكر الخوارزمي لابي العشائر بن حمدان:
سطا علينا ومن حاز الكمال سطا … ظبي من الجنة الفردوس قد هبطا
له عذاران قد خطّا بوجنته … فاستوقفا فوق خديه وما انبسطا
وظل يخطو وكل قال من شغف: … يا ليته في سواد الناظرين خطا
قال أبو منصور الثعالبي: وقال بعض الرواة: دخلت الى أبي العشائر أعوده من علة هجمت عليه فقلت له: ما يجد الامير فأشار الى غلام قائم بين يديه واسمه نسطوس، كأن رضوان قد غفل عنه فأبق (٢) منه وأنشد:
(١) -ترجم الثعالبي ترجمة مطولة لابي الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النصيبي المعروف بالببغاء، وساق مقطوعات من نثره وشعره. يتيمة الدهر:١/ ٢٥٢ - ٢٨٦. (٢) -أي فرّ.