الشيرازي-املاء من حفظه-أنشدني أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي بباب المراتب (١) قال: أنشدني بعض أشياخي عن عتاهية بن أبي العتاهية لأبيه:
يا أيها المختال في مشيه … هل لك أن تنظر في القبر
حتى ترى القبر ومن حله … ثم ترى رأيك في الكبر (٢)
أخبرنا محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم بن ابراهيم بن سنين قال: أنشدني محمد بن أبي رجاء لأبي العتاهية:
ألا أيها القلب الكثير علائقه … ألم تر أن الدهر تجري بوائقه (٣)
تسابق ريب الدهر في طلب المنى … بأي جناح خلت أنك سابقه
وترخي على السوء الستور … وانما تقلب في علم الإله خلائقه
ألا أيها الباكي على الميت بعده … رويدك لا تعجل فانك لاحقه
رويدك لا تنسى المقابر والبلى … وطعم حسا الموت الذي أنت ذائقه
فما الموت الا ساعة غير أنه … نهار وليل بالمنايا تساوقه
اذا حل من قد كنت تدنيه قبره … فما هو الا الدفن ثم تفارقه
وما تخطب الساعات الا على الفتى … تغافصه (٤) طورا وطورا تسارقه
(١٧٤ - و)
فأي هوى أو أي لهو أصبته … على لذة إلا وأنت مفارقه
إذا اعتصم المخلوق من فتن … الهوى بخالقه نجاه منهن خالقه
ومن هانت الدنيا عليه فإنني … ضمنت له أن لا تذم خلائقه
ومن ذا الذي يخشى من الناس فاقة … ورزاق هذا الخلق ما عاش رازقه
أيا نفس فارضي بالإله فإنه … مغاربه لي عرضه ومشارقه
(١) -في بغداد.
(٢) -ليسا في ديوانه.
(٣) -البوائق: الدواهي، القاموس.
(٤) -تغافصه: تفاجئه. القاموس.