فبعث اليه الرشيد لما قرأها: لا بأس عليك، فكتب اليه:
أرقت وطار عن عيني النعاس … ونام السامرون ولم يواسوا
أمين الله ظلك ظل أمن … عليك من التقى فيه لباس
وجودك يستهل ندى ويحيا … به من كل ناحية أناس
(١٦٠ - ظ)
تساس من السماء بكل سعد … وأنت به تسوس كما تساس
كأن الخلق في تركيب روح … له جسد وأنت عليه راس (١)
قال: وحدثني أبو عبد الله الحكمي قال: حدثني محمد بن موسى عن الزبير، ح.
قال: وأخبرني الحسين بن علي قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثني الزبير ابن بكار قال: حدثنا أبو غزيّة قال حدثني أبو يحيى العباداني عن اسحاق بن ابراهيم قال: لمّا حبس الرشيد أبا العتاهية كتب إليّ يسألني أن أتكلم فيه، قال: فكتبت اليه: قد قال أمير المؤمنين ليس عليك بأس، وأنا أتكلم في أمرك وأعمل في خلاصك، قال: فكتب إليّ:
أرقت وطار عن عيني النعاس … ونام السامرون ولم يواسوا
فديتك ان غم السجن باس … وقد أرسلت: ليس عليك باس
قال: فعملت فيه لحنا غنيته الرشيد، فقال: لمن هذا الشعر؟ قلت: لأبي العتاهية، فأمر بإطلاقه.
وقال المرزباني: أخبرني ابراهيم بن محمد النحوي عن محمد بن يزيد النحوي قال: كان على الروم امرأة (٢)، وكانت تكتب الى المهدي، والهادي، والرشيد في أول خلافته بالتعظيم والتبجيل، وتدرّ عليهم الهدايا حتى بلغ ابن لها، فصار الملك
(١) -ديوانه:٢٣٣. (٢) -يريد بها الامبراطورة ايريني، انظر حول فترة حكمها كتاب أوربا العصور الوسطى للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور-ط. القاهرة ١٣٥:١٩٦٦ - ١٣٨، وكان نقفور أمين الخزانة الامبراطورية وقد احدث الانقلاب ضدها سنة ٨٠٢ م.