قال أبو بكر: وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة الضبي عامر بن عمران قال:
حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي-واللفظ في الروايتين مختلط -قال: دخلت على هرون الرشيد فقال: يا اسحاق أنشدني شيئا من شعرك فأنشدته:
وآمرة بالبخل قلت لها: اقصدي (١) … فذلك شيء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى … بخيلا له في العالمين خليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله … فأكرمت نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات الفتى لو علمته … إذا نال شيئا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرما … ومالي كما تعلمين قليل (٢٥٠ - و)
وكيف أخاف الفقر وأحرم الغنى … ورأي أمير المؤمنين جميل
فقال: لا، كيف ان شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، ثم قال: لله در أبيات تأتينا بها يا اسحاق ما أجود أصولها وأحسن فصولها! فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري، فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى، قال اسحاق: فكان ذلك أول مال اعتقدته (٢).
وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال:
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الفرغولي-فيما أجاز لي مشافهة-قال: حدثنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدوية الحافظ بدهستان (٣) قال: حدثني علي بن أحمد الأنصاري أبو الحسن الأندلسي ببيت المقدس قال: أخبرني أبو محمد غانم بن وليد المخزومي قال: أخبرني أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون السهمي قال: أخبرني أحمد بن أبان بن سيد اللغوي قال: أخبرني أبو علي اسماعيل ابن القاسم القالي قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: حدثنا ثعلب النحوي فذكر بإسناده مثله (٤).
(١) - في الاغاني:٥/ ٣٢٢. «أقصري»، والقصد ضد الافراط. (٢) - الاغاني:٥/ ٣٢٢ - ٣٢٣ مع فوارق. (٣) -بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان. (٤) -الامالي للقالي-ط. القاهرة ١/ ٣٠:١٩٥٣ - ٣١.