وقرأت بخط المفضّل بن مواهب الفارزي الحلبي لأبي نصر أحمد بن يوسف المنازي رحمه الله-وينتمي إلى سليك-في الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي، أنشده إياها بميا فارقين سنة ست وأربعمائة:
اصفح لطرف الصبّ عن نظراته … إن كنت آخذه بما لم ياته
سقيا لوجهك فهو أول روضة … زهرت أقاحيه أمام نباته
لما خططت مثاله في ناظري … مدّ الحجاب عليه من عبراته
حالت حماتك دون ورد غديره … وشميم زهرته ورشف قلاته
(١٥٧ - ظ)
الماء يلمع في أريض جنابه … والنار تسفع (١) من ضلوع رعاته
وإذا ادّعى بدر التمام بهاءه … وأنار للسّارى قلا زعماته
ومنها في المدح:
ولئن جزت نعم الحسين محامد … فلتجزينّ الغبث عن هطلاته
أفنى وأغنى فانقلبت ولي به … شغلان بين صفاته وصلاته
حاولت عدّ خلاله فوجدتها … يشقى الرواة بها شقاء عداته
أبصرت سبل المجد من لحظاته … وأفدت حسن القول من لفظاته
وأرى الفصاحة والسماحة والغنى … ومكارم الأخلاق بعض هباته
ورث المعالي عن عليّ وابتنى … رتبأ مشيّدة إلى رتباته
وكذاك لابن القيل (٢) … إرث علائه
فرضا ولابن القين إرث علاته
أخبرنا أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن الطوسي في كتابه غير مرة قال: أخبرنا عمي القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد إجازة قال: أخبرنا أبي أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر بقراءتي عليه: أنشدني الأخ الجليل أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الصقر السرّ من رأى الدوري قال: أنشدنا للمنازي.
(١) -كتب ابن العديم فوقها: ويروى: تلمح.
(٢) -القيل الملك والسيد.