وما تفعل فإنك حاتميّ ... يمينك حين تبسطها شمال [١]
[قال الأيمن [٢]] : لو ذكرتم الاتكاء على اليسار، وربوض ذات الأربع على الشّقّ الأيسر، فهذا حجة [٣] عليكم، لأنّ ذلك إنّما كان من النّاس والبهائم صيانة للكبد التي بصلاحها تصلح المعد والكروش وأجواف السّباع. وهي التي تقسّم الأغذية، وبصلاحها تصلح الطّبيعة.
قالوا: الجنديّ إذا ذهبت عينه اليمنى سقط من الديوان؛ لأنه إذا اتّقى بترسه حجبت عينه اليسرى وهو ذاهب اليمين، فيصير كالأعمى.
قال الأعسر: أين أنتم عن الحجّاج بن باب [٤] قائد النّاس يوم الأزاراقة، وهاشم المرقال [٥] ، وفلان وفلان، إنّما كانوا عورانا من جهة العين اليمين.
- «إيمانهم» . تفسير أبي حيان ٣: ٤٨٣، والطبري ١٠: ٢٩٤- ٢٩٥ وابن كثير ٢: ٥٥. [١] حاتمي: نسبه إلى حاتم الطائي. وفي الأصل: «حذلمي» ، تحريف. يقول: يمينه كشماله، وشماله كيمينه، استواء في الجود. [٢] تكملة يفتقر إليها الكلام. وانظر ما سبق في ص ٥٤٠. [٣] في الأصل: «وهذا حجة» . وانظر الحيوان ٥: ٥١٢. [٤] في الأصل: «بن صامت» ، تحريف. والمعروف في حرب الأزارقة هو الحجاج ابن باب الحميري، كما في تاريخ الطبري ٥: ٤١٦، وابن الأثير ٤: ١٩٤، وكامل المبرد ٦١٧، ٦٤٠ ويذكر المبرد أنه التقى هو وعمران بن الحارث الراسبي، فاختلفا ضربتين فسقطا ميتين. [٥] هو هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، الملقب بالمرقال، من قولهم: أرقل البعير إرقالا، إذا مشى فوق الخبب شبيها بالجمز. وكان معه لواء علي رضي الله عنه يوم صفّين. وقتل في آخر أيامها سنة ٣٧. الإصابة ٨٩١٣، والاشتقاق ١٥٣- ١٥٤. ويمكن تتبع أخباره في فهارس وقعة صفين لنصر بن مزاحم.