وكان كلّ شيء من المأمون على لون جسده، إلّا ساقيه، فإنّه كان في لونهما صفرة وكان يجد في رجليه خصرا شديدا [١] ، وكان ربّما لبس في الصّيف خفّ لبود وهو جالس في الخيش [٢] .
وزعم ناس أنّ العيص بن إسحاق [٣] كان أصفر اللّون، ولذلك قيل للرّوم: بني الأصفر. والرّوم تزعم أنّهم أضيفوا إلى الذهب الأصفر.
[ومن البرصان المجاهيل]
قال الكلبي: حدّثني رجل من جرم، قال:
وذهب عنّى اسمه [٤] ، قال: وفد رجل من النّخع يقال له
[قيس بن زرارة بن الحارث [٥]]
في نفر من قومه، وكان نصراننّا فقال: رأيت في طريقي رؤيا،
- وقال أدي شير ٥٦: «فارسي محض، وهو ثوب من القطن يلبس فوق الدرع. ومنه التركي: قفطان» . وعند استينجاس ٤٦٨ ما ترجمته أنه ثوب يلبس تحت السلاح، أي الدرع ونحوه. وانظر الحيوان ٥: ٣٢٢. [١] الخصر، بالتحريك وبالخاء المعجمة: البرد يجده الإنسان في أطرافه. وفي الأصل: «حصرا» بالحاء المهملة، تحريف. [٢] أي في بيت من الخيش. والخيش: ثياب رقاق النسج، غلاظ الخيوط تتخذ من مشاقة الكتان. وانظر رسائل الجاحظ ١: ٣٩٣. وقال أدي شير ٥٩: «فارسي محض» . على حين تعده المعاجم العربية لفظا عربيا. [٣] هو «عيصو» عند ابن خلدون ١: ٦٣. وفي التكوين ٢٥: ٢٥، «عيسو» . وعند ابن حزم ٥١١: «عيصاب» . ونقل ابن خلدون ١: ٦٤ عن ابن حزم: «اسمه عيصاب أو عيصو» . [٤] في الأصل: «وذهب عني اسمه» . [٥] فى طبقات ابن سعد وسيرة ابن سيد الناس ٢: ٢٥٨، والطبري سنة ١١، والاستيعاب ٨١١، والإصابة ٢٧٨٩ أن رئيس الوفد هو زرارة بن عمرو النخعي. وفي النهاية واللسان (سفع) أنه أبو عمرو النخعي» . وكان وفد النخع آخر الوفود كما في الطبري والاستيعاب، وقيل: كان وفود النخع في السنة التاسعة للهجرة، كما في الإصابة والاستيعاب.