شعراؤهم ذكر ذلك، على أنّ قيسا نفسه كان شاعرا، وكان أحد حكماء العرب. وقد جاء في الحديث أنّه سيّد أهل الوبر [١] . وكان أحد الفرسان المعاودين. وكان بعيد الصّوت في العرب. ومن العرجان الأشراف:
[الأقرع بن حابس [٢]]
وكان أحد حكام العرب بعكاظ، وقد تحاكمت إليه العرب في النّفورات [٣] . وقد ساير النبيّ عليه السلام في مرجعه من فتح مكّة، وقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أخّر قومك عن مثل هذا الأمر؟ قال: يا رسول الله: لم يتأخّر عنك قوم معك، منهم ألف رجل، يعني مزينة.
وفي تصديق ذلك يقول عبّاس بن مرداس [٤] :
صبحناهم بألف من سليم ... وألف من بني عثمان واف
وبنو مزينة هم بنو عثمان [٥] ، ومزينة أمّهم، ولكنّ الأمّ إذا كانت
- والمعمّى اللذان سمعت في أشعارهم» . [١] رواه ابن سعد بسند حسن إلى الحسن عن قيس بن عاصم، كما في الإصابة. [٢] الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي الدارمي. الجمهرة ٢٣٠، والخزانة ٣: ٤٩٧ والإصابة ٢٢٩. [٣] في اللسان: «ونافر الرجل منافرة ونفارا: حاكمه، واستعمل منه النفورة كالحكومة» . وأنشد لابن هرمة: يبرقن فوق رواق أبيض ماجد ... يدعى ليوم نفورة ومعاقل [٤] كذا. وإنما البيت من أبيات تسعة رواها ابن هشام في السيرة ٨٣١ لبحير بن زهير ابن ابي سلمى، فيما قيل في الشعر يوم فتح مكّة، برواية: «بسبع من سليم» . وفي المؤتلف والمختلف للآمدي ٥٨ أنه لبجير بن أوس بن أبي سلمى. [٥] في الجمهرة ٤٨٠ أن مزينة هم: بنو عثمان وأوس ابني عمرو بن أد بن طابخة، وبطين صغير يقال لهم بنو حميس بن أد بن طابخة. وفي الاشتقاق ١٨٠ أن مزينة هو عمرو-