قالوا: وأنتم لا ترضون إلّا بالتفضيل، ولا من التفصيل إلّا بالإفراط، والروايات المأثورة، والأخبار الصحيحة، والأحكام المستعملة، تردّ عليكم مذتبيّن نكر [١] مقالتكم.
روى يزيد بن هارون [٢] عن حميد [٣] عن أنس قال: «بصر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنخامة في المسجد فحكّها ثم قال: إنّ أحدكم إذا كان يصلّي استقبلته الرّحمة [٤] ، وكان ربّه بينه وبين القبلة، فلا يبزقنّ أمامه ولا عن يمينه ولا عن يساره، يفعل هكذا»[٥] ثم بصق في ثوبه وردّ بعضه على بعض.
قالوا: فلم نر النبيّ عليه السلام قدّم يدا على يد، ورأيناه قد ساوى بينهما.
[١] في الأصل: «مذهس مكو» . [٢] يزيد بن هارون، سبقت ترجمته في ص ٤١٧. [٣] حميد بن أبي حميد الطويل، المترجم في ص ٣٨٥. [٤] لعله «ملائكة الرحمة» ، وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجة ١: ٢٦٢: «إن أحدكم إذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الّذي صلى فيه يقولون: «اللهم أغفر له، اللهم ارحمه» . [٥] أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (في الصلاة) ، والنسائي، وابن ماجه (في الطهارة) . ذخائر المواريث ١: ٨٤. قلت: وأخرجه الدارمي أيضا في السنن ١: ٣٢٤.