قالَ جارُ اللهِ: رَأيتُهُ صَباحًا ومَساءً، ويَومًا ويَومًا (٣)، أي كلَّ صَباحٍ ومَساءٍ، وكلَّ (٤) يومٍ، وتفرَّقُوا شَغَرًا بَغَرًا، أي: مُنتَشِرينَ في البلادِ هائِجين من استَشغَرت عليه صَنيعة إذا فَشَت وانتَشَرت، وبَغَرَ النَّجمُ هَاجَ بالمَطَرِ قالَ العَجَّاجُ (٥):
بُغرةَ نَجْمٍ هاجَ لَيلًا فانكَدَر
قالَ المُشَرِّحُ: يَجوزُ أن يكونَ اشتقاقُه من قولِهِم: شَغَرَ الكَلبُ إذا رَفَعَ إحدى رِجليه فباعَدَها من الأخرى، وبَغَرَ من قولهم: بَغَرَ الرَّجُلُ إذا شَرِبَ فلم يَروَ. فكأنَّه عَطَشٌ لا رَيَّ بَعده فَجُعِلَ عبارةً عن التَّفرُّقِ الذي لا اجتماعَ بَعدَه.
قالَ جارُ اللَّهِ: وَشَذرًا مَذَرًا، من الشَذَرِ وهو التَّفَرُّقُ (٦) والتَّبذِيرِ، والميمُ
(١) سورة ص: آية: ٢٤. (٢) سورة الزمر: آية: ٦٧. (٣) في (أ). (٤) في (أ). (٥) ديوانه: ١٧، توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٨٥، والمنخّل: ١١٥ والخوارزمي: ٧٤، وزين العرب: ٣٨، وانظر الخصائص: ٢/ ٢٢٢، وشرح ابن يعيش: ٤/ ١١٨. (٦) في (أ) التفريق.