الحرص عني، فمررت بالقرشيين وغيرهم فلم يعطني أحد شيئاً (١) ، فجئت إلى أمي فحكيت لها ذلك فقال: والله لا تدخل بيتي حتى تذهب فتستقيل الله تعالى، فرجعت فقلت: يا رب قد سألتك أن تخرج الحرص من قلبي، فأقلني، ثم رجعت فلم أمر بمجلس من مجالس قريش وغيرهم إلا سألتهم وأعطوني، ووهبوا لي غلاماً (٢) ، فجئت إلى أمي بحمار موقور (٣) من كل شيء، فقالت: ما هذا؟ فخفت إن أعلمتها أن تموت، فقلت: وهبوا لي غين، قالت: وما غين؟ قلت: لام، قالت: ويلك وما لام؟ قلت: ألف، قالت وأي شيء ألف؟ قلت ميم، قالت: وأي شيء ميم؟ قلت: غلام، فسقطت مغشياً عليها، ولو سميته أول سؤالها لماتت.
ورأى على عبد الله بن عمر كساء، فقال: سألتك بوجه الله إلا أعطيتني هذا الكساء، فرماه له. وكان يقول: حدثني عبد الله بن عمر وكان يبغضني في الله.
وكان أشعب يجيد الغناء، وذكره إبراهيم الرقيق في كتابه (٤) ، وذكر له جملة أخبار، رحمه الله تعالى.
٧٦ - (٥)
أبو عطاء السندي
أفلح بن يسار، هو أبو عطاء السندي مولى بني أسد، ومنشؤه بالكوفة، وكان من مخضرمي الدولتين، وكان أبوه سندياً أعجيماً لا يفصح، وكان في
(١) ص: شيء. (٢) ص: غلام. (٣) الوافي: موقر. (٤) الوافي: في كتاب الأغاني له. (٥) الشعر والشعراء: ٦٥٢ والأغاني ١٧: ٢٤٥ والوافي ٩ رقم: ٦٠٣١ والخزانة ٤: ١٧٦ والعيني ١: ٥٦٠ والسمط: ٦٠٢ ومعجم المرزباني: ٤٥٦ وابن خلكان ٥: ٢٨١ واسمه عنده ((مرزوق)) .