ولادة بنت محمد (٢) ، هو المستكفي ابن عبد الرحمن؛ كانت واحدة زمانها المشار إليها في آدابها، حسنة المحاضرة، مشكورة المذاكرة، كتبت بالذهب على طرازها الأيمن:
أنا والله أصلح للمعالي ... وأمشي مشيتي وأتيه تيها وكتبت على الجانب الأيسر:
وأمكن عاشقي من صحن خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف، وفيها خلع ابن زيدون عذاره، وله فيها القصائد والمقطعات، منها القصيدة النونية التي أولها:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا وكانت لها جارية سوداء بديعة الغناء؛ ظهر لولادة من ابن زيدون ميل إلى السوداء فكتبت إليه:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا ... لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمرا بجماله ... وجنحت للغصن الذي لم يثمر (٣)
(١) الزركشي: ٣٤١ قال: وذكرها ابن سعيد في كتابه المسمى بالملتقط من السلك من حلى العروش الأندلسية، والذخيرة ١: ٣٧٦ والمطرب: ٧ والصلة: ٦٥٧ وسرح العيون: ٢٢ والسيوطي: ١٠١ والنفح ٤: ٢٠٥؛ ولم ترد الترجمة في المطبوعة. (٢) هو محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر. (٣) نقل الزركشي عن صاحب المسهب قوله في التعليق على هذا البيت: ((إنها أثارت معنى غريباً في البيت الثاني لأن عتبة كانت سوداء فلا تظهر منها وردة الخجل ولا زهر البياض فكأنها غصن لم يثمر)) .