أقول: قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال١، ونزيد هنا: أن مطلعها شبيه بمطلع سورة الأعراف؛ فإنه٢ سبحانه قال فيها:{أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا}"٢" فقدم الإنذار وعممه، وآخَّر البشارة وخصصها، وقال تعالى في مطلع الأعراف:{لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}"الأعراف: ٢" فخص الذكر وأخَّرها، وقدم الإنذار، وحذف مفعوله ليعم.
وقال هنا:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}"٣"، وقال في أوائل الأعراف مثل ذلك٣.
وقال هنا:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}"٣". وقال هناك:{مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}"الأعراف: ٥٤".
وأيضًا فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف، واختصر ذكر٤ إغراقهم، وبسط٥ في هذه السورة أبلغ بسط٦.
فهي شارحة لما أُجمل في سورة الأعراف منه.
١ جملة: "في الأنفال" ساقطة في "ظ". ٢ في المطبوعة: "وإنه"، والمثبت من "ظ". ٣ وذلك في قوله: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} "الأعراف: ٥٤". ٤ في المطبوعة: "فاختصر"، والمثبت من "ظ". ٥ في المطبوعة: "عليهم وبسطه"، والمثبت من "ظ". ٦ في عذاب فرعون قال تعالى في الأعراف: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} "الأعراف: ١٣٦"، وقال في يونس: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ} إلى {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} "٩٠-٩٢".