أقول: قد عرف وجه مناسبتها، ونزيد هنا أن صدرها١ تفصيل لإجمال قوله في الأنفال:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}"الأنفال: ٥٨" الآية، وآيات الأمر بالقتال متصلة بقوله هناك:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}"الأنفال: ٦٠"؛ ولذا قال هنا في قصة المنافقين:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}"٤٦".
ثم بين السورتين تناسب من وجه آخر؛ وهو: أنه سبحانه في الأنفال تولى قسمة الغنائم، وجعل خُمسها خمسة أخماس٢، وفي براءة تولى قسمة الصدقات، وجعلها لثمانية أصناف٣.