أقول: هده متآخية مع السورة التي قبلها في الافتتاح بخطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وصدر كليهما نازل في قصة واحدة.
وقد ذكر عن ابن عباس في ترتيب نزول السور: أن المدثر نزلت عقب المزمل [كذا] ١ أخرجه ابن الضريس، وأخرجه غيره عن جابر بن زيد٢.
سورة القيامة:
أقول: لما قال سبحانه في آخر المدثر: {كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ}"المدثر: ٥٣" بعد ذكر الجنة والنار، وكان عدم خوفهم إياها لإنكارهم البعث، ذكر في هذه السورة الدليل على البعث [من أوجه] ٣، ووصف يوم القيامة، وأهواله، وأحواله، ثم ذكر من قبل ذلك [من خروج الروح من البدن ثم ما قبل ذلك] ٤ من مبدأ الخلق، فذكرت الأحوال [الثلاثة] ٥ في هذه السورة على عكس ما هي في الواقع.
١ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٢ وفيها كذلك زيادة إعلام بالساعة وأهوالها في قوله: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} إلى {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} "المدثر: ٨- ٤٨". ٣ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٤ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٥ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".