وانظر لما كانت آية التقوى في سورة البقرة غاية، جعلها في أول هذه السورة التالية لها مبدأ١.
ومنها: أنه أجمل في سورة البقرة: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}"البقرة: ٣٥"، وبين هنا أن زوجته خلقت منه في قوله:{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}"١".
ومنها: أنه أجمل في البقرة آية اليتامى، وآية الوصية، والميراث، والوارث، في قوله:{وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِك}"البقرة: ٢٣٣"، وفصل ذلك في هذه السورة أبلغ تفصيل٢.
و [منها أنه] ٣ فصل هنا من الأنكحة ما أجمله هناك.
١ آية التقوى في البقرة هي: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} "البقرة: ٢"، وهي غاية؛ لأن الهداية بالكتاب وبآياته لا تكون إلا للمتقين، فالتقوى غاية الهداية، أما في سورة النساء فقد بدأ الله الأمر بها في قوله: {اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} "١" الآية، وبين وسائل تحقيقها في نفس الآية. ٢ وذلك في الآيات: "٧، ١١، ١٢، ٣٣، ١٧٦" من سورة النساء. ٣ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ".