البلد، فكانت هذه السورة فَذْلَكَة تفصيل تلك السورة؛ ولهذا قال الإمام: المقصود من هذه السورة: الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي.
ونزيد في سورة الليل: أنها تفصيل إجمال سورة الشمس، فقوله:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}"الليل: ٥" وما بعدها، تفصيل {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}"الشمس: ٩"، وقوله:{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}"الليل: ٨" الآيات، تفصيل قوله:{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}"الشمس: ١٠".
ونزيد في سورة الضحى: أنها متصلة بسورة الليل من وجهين، فإن فيها:{وإن لنا للآخرة والأولى}"الليل: ١٣"، وفي الضحى:{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى}"٤"، وفي الليل:{وَلَسَوْفَ يَرْضَى}"الليل: ٢١"، وفي الضحى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}"٥".
ولما كانت سورة الضحى نازلة في شأنه -صلى الله عليه وسلم- افتتحت بالضحى، الذي هو نور، ولما كانت سورة الليل [نازلة في بخيل في قصة طويلة، افتتحت بالليل الذي هو ظلمة.
قال الإمام: سورة الليل] ١ سورة أبي بكر، يعني: ما عدا قصة البخيل٢، وكانت سورة الضحى سورة محمد، عقب بها، ولم يجعل بينهما واسطة ليعلم ألا واسطة بين محمد وأبي بكر.
١ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ"، وانظر هذه القصة في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم "١/ ٣٤٣٩، ٣٤٤٠". ٢ الذي نزل في أبي بكر -رضي الله عنه- من هذه السورة قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} إلى {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} "الليل: ٥-٧"، أخرج ابن جرير أنه كان يعتق على الإسلام بمكة عجائز ونساء إذا أسلمن فَلامَهُ أبوه، فنزلت "تفسير ابن جرير الطبري ٣٠/ ١٤٢".