فيكون قوله تعالى:{يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} على هذا مفيدًا, أي: ليس الغرض تشبيهه بالطائر ذي الجناحين, بل هو الطائر بجناحيه البتة. وكذلك قوله -عز اسمه:{فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} ٤ قد يكون قوله: {مِنْ فَوْقِهِمْ} مفيدًا. وذلك أنه قد يستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة على قول من يقول: قد سرنا٥ عشرًا وبقيت علينا ليلتان؛ وقد حفظت القرآن وبقيت عليّ منه سورتان, وقد صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر. وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه
١ من أرجوزته إلى أولها: ما هاج أحزانًا وشجوًا قد شجا وقوله: "طرنا" جواب قوله قبل: إنا إذا مذكى الحروب أرجا ... منها سعارًا واستشاطت وهجا وانظر الديوان ١٠. ٢ هو فريط بن أنيف وعجزه: قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم وقوله: "أحدانا" كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "وحدانا", والهمزة بدل من الواو، والبيت من أولى قصائد الحماسة. ٣ عجزه: ويتبعها منهم فراش الحواجب والقونس: أعلى بيضة الحديد. الفراش عظام رفاق على الخياشيم من داخل، وهو من قصيدته التي مطلعها: كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب ٤ آية: ٢٦، سورة النحل. ٥ في د، هـ، ز: "سرينا".