وليس فيه تخصيصٌ تأخَّر عن الخطاب؛ لأن (ما) لمن لا يعقل، فلا يتناولهم، دلَّ على ذلك ما رُوي أن النبيَّ (١)﵇ قال له: "ما أجهلك بلغة قومك! أما علمت أنَّ (ما) لما لا يعقل"(٢)، فعلى هذا يكون قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ﴾ الآيةَ لدفع احتمال المجاز والتَّغليب، لا لتخصيص العامِّ كما سبق إلى بعض الأوهام.
﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ الحَصَبُ: ما يُرْمَى به، فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ؛ أي: يُحصب بهم في النَّار، وقرئ بسكون الصَّاد (٣) وصفاً بالمصدر.
﴿أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾: استئناف أو بدل من ﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾، واللَّام معوَّضة من (على) للاختصاص والدِّلالةِ على أنَّ ورودهم لأجلها.
(١) في (ف): "أنه". (٢) قال ابن حجر في "الكافي الشاف" (ص: ١١١ - ١١٢): لا أصل له، والوضع عليه ظاهر. (٣) نسبت لابن السميفع. انظر: "المحتسب" (٢/ ٦٦)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ١٠١). (٤) في (م): "في النار".