فهذه كلُّها طلبُ المبادئ الجوامع، ووقوفٌ على حاشية البساط حتى يكون الربّ تعالى هو الحاكم بما يرضى من تقريب عبده إلى حيث يشاء، ففيه التفويض وإحسان الرجاء.
ومنه قوله تعالى:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}(٢).
تفويضاً إلى الكريم الرحيم. وهكذا فسّره النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣).
(١) في المطبوعة: للهداية إلى {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ... } ولعل الصواب كما أثبتنا. وانظر تفسير سورة الفاتحة للمؤلف: ٥٣ - ٥٤. (٢) سورة الفاتحة، الآية: ٤. (٣) وذلك في الحديث القدسي المشهور الذي أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ... " الحديث. وفيه: "وإذا قال (يعني العبد) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال (يعني الله تعالى): مجَّدَنِي عَبْدِي، وقال مرة: فَوَّضَ إليّ عبدي". انظر النووي ٤: ٣٤٥.