روَوا أنّ أبا بكر رضي الله عنه لم يَعلم معنى {وأبَّاً}(٥)، أفأظهر عدم علمه بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ وأن عمر رضي الله عنه بقي في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - غيرَ عالم بمعنى {تَخَوُّفٍ}(٦). هيهات! كانت السورتان تقرآن كثيراً، وهم في صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسألوه، ولا سمعوا أحداً يسأله!
(١) قال السيوطي في الإتقان ٢: ٤: "فهذه الصحابة -وهم العرب العرباء وأصحاب اللغة الفصحى ومن نزل القرآن علهيم وبلغتِهم- توقّفوا في ألفاظ لم يعرفوا معناها، فلم يقولوا فيها شيئاً". فَعَلَّق الفراهي على كلامه في حاشية نسخته (١٤١): "لا يصح أن كلمةً من القرآن خفِيَ معناها على علماء الصحابة، لا سيّما القرشيون". (٢) سورة فصلت، الآية: ٤٤. (٣) سورة هود، الآية: ١. (٤) سورة إبراهيم، الآية: ٤. (٥) في قوله تعالى في سورة عبس، الآية: ٣١ {وفاكهةً وأبَّاً} وقد ردّ المؤلف هذه الرواية ردّاً مفصلاً في تفسير سورة عبس، انظر الفصل العاشر. (٦) في قوله تعالى في سورة النحل، الآية: ٤٧ {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.