اعلم أن النبوّة قد خُتمت بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. وقال المسيح عليه السلام:"كان الناموس والأنبياء إلى يوحنّا، ومن ذلك الوقت يبشّر بملكوت الله". لوقا ١٦:١٦.
فلم يجيء المسيح إلا للبشارة بملكوت الله الذي يأتي بعد. وضرب له أمثالاً تطابق نبوة (١) محمد - صلى الله عليه وسلم -. ولذلك جاء في وصف المسيح عليه السلام في القرآن:
فالنبوة قد ختمت بالمسيح في بني إسرائيل، ولكن بقيت لبني إسماعيل، ثم ختمت بمحمد - صلى الله عليه وسلم - للأبد. ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"لا يكون بعدي إلاّ الرؤيا الصالحة"(٣).
= ٨ - وقال عَوف بن الأحوص (جاهلي) من مفضلية (١٧٤): أُقِرّ بحكمكم ما دمتُ حيّاً ... وألزَمُه وإن بُلِغَ الفَناءُ فلا تتعوّجوا في الحكم عمداً ... كما يتعوجُّ العودُ السَّراءُ السراء: شجر تصنع منه القسيّ. (١) في الأصل والمطبوعة: بنبوة، وهو سهو. (٢) سورة الصف، الآية: ٦. (٣) رواه البخاري في كتاب التعبير، باب المبشرات عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. انظر فتح الباري ١٢: ٣٧٥. وعنه في الموطأ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ ويقول: ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة". انظر كتاب الجامع باب ما جاء في الرؤيا (شرح الزرقاني ٤: ٤٥٠).