قال الإمام الطبري رحمه الله:((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذِكْرُهُ: وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نوراً يمشون به، والقرآن مع اتِّباع النبي - صلى الله عليه وسلم - نور لمن آمن بهما، وصدّقهما، وهدىً؛ لأن من آمن بذلك فقد اهتدى)) (١).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:((يعني هدى يتبصّرون به من العمى والجهالة، ويغفر لكم، ففضلهم بالنور والمغفرة ... وهذه الآية (٢) كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(٣).
وقال العلامة السعدي رحمه الله:{وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}: أي يُعطيكم علماً، وهدىً، ونوراً تمشون به في ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات {وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، فلا يستغرب كثرة هذا الثواب على فضل ذي الفضل العظيم، الذي عمّ فضله أهل السموات والأرض، فلا يخلو مخلوق من فضله طرفة عين، ولا أقلّ من ذلك)) (٤).
وقوله تعالى:{تَمْشُونَ بِهِ}، قيل: تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام (٥).
(١) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ٢٣/ ٢١٣. (٢) تفسير القرآن العظيم، ٤/ ٣١٨. (٣) سورة الأنفال، الآية: ٢٩. (٤) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص٧٨٣. (٥) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ١٧/ ٢٥٦.