البدعة: لغة: الحدث في الدين بعد الإكمال، أو ما استحدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأهواء والأعمال (١)، ويقال:((ابتدعتُ الشيء، قولاً أو فعلاً إذا ابتدأته عن غير مثال سابق)) (٢)، وأصل مادة ((بدع)) للاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى:{بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}(٣)، أي: مخترعهما من غير مثال سابق متقدم (٤).
والبدعة في الاصطلاح الشرعي لها عدة تعريفات عند العلماء ويكمِّل بعضها بعضاً، منها:
١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:((البدعة في الدين: هي ما لم يشرعْه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -: وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب، ولا استحباب)) (٥).
((والبدعة نوعان: نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمَّن الأوّل، كما أن الأوّل يدعو إلى الثاني)) (٦). ((وكان الذي بنى عليه أحمد وغيره مذاهبهم: أن الأعمال
(١) القاموس المحيط، باب العين، فصل الدال، ص ٩٠٦، ولسان العرب، ٨/ ٦، وفتاوى ابن تيمية، ٣٥/ ٤١٤. (٢) معجم المقاييس في اللغة لابن فارس، ص ١١٩. (٣) سورة البقرة، الآية: ١١٧، وسورة الأنعام، الآية: ١٠١. (٤) الاعتصام للشاطبي،١/ ٤٩،وانظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، مادة ((بدع))، ص ١١١. (٥) فتاوى ابن تيمية، ٤/ ١٠٧ - ١٠٨. (٦) المرجع السابق، ٢٢/ ٣٠٦.