- صحابي الحديث هو عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.
وجاء فيه:((قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقاله محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال له الناس:{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} (٢).
قوله:((قالها إبراهيم)) أي: قال هذه الكلمة ((حين أُلقي في النار))، عقاباً له من قومه، لما فعل من تحطيم أصنامهم التي يعبدونها من دون الله تعالى.
قوله:((وقالها محمد)) أي: قال هذه الكلمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال نعيم بن مسعود: إن الناس قد جمعوا لكم؛ يعني: أبا سفيان وأصحابه، فاخشوهم ولا تخرجوا إليهم، ولم تسمع الصحابة منه، فخرجوا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وأيقنوا أن الله لا يخذل محمداً، فلا جرم رجعوا غانمين سالمين، وذلك قوله تعالى:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}(٣).
قوله:((حسبنا الله)) أي: يكفينا الله تعالى في كل شيء، و ((نعم الوكيل)) يعني: نعم الثقة، وهو اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه: القيم الكفيل بأرزاق العباد.
وكلمة ((نعم)) للمدح، كما أن كلمة ((بئس)) للذم.
(١) البخاري (٥/ ١٧٢) [برقم (٤٥٦٣)]. (ق). (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٧٣. (٣) سورة آل عمران، الآية: ١٧٤.