وقال - جل ذكره -: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}(٤) ، وقال -تعالى-: تعرج الملائكة والروح (٥) ، وقال -تعالى- لعيسى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (٦) ، وقال -تعالى-: بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ (٧) ، وقال -تعالى-: فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (٨) ، وقال -تعالى-: وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (٩) ، وقال تعالى: لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {٢} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (١٠) ، والعروج: الصعود.
وأما قوله -تعالى-: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ}(١١) ، فمعناه: من على السماء، يعني على العرش، وقد يكون "في" بمعنى "على" ألا ترى إلى قوله -تعالى-: {وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}(١٢) ، وقوله -تعالى-: {فَسِيحُواْ فِي
الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} (١٣) ؟ أي: على الأرض، وهذا كله يعضده قوله -تعالى-: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}(١٤) ، وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب" (١٥) ا. هـ.
(١) الآية ٩ من سورة الرعد. (٢) الآية ١٥ من سورة غافر. (٣) الآية ٥٠ من سورة النحل. (٤) الآية ٥ من سورة آلم السجدة. (٥) الآية ٤ من سورة المعارج. (٦) الآية ٥٥ من سورة آل عمران. (٧) الآية ١٥٨ من سورة النساء. (٨) الآية ٣٨ من سورة فصلت. (٩) الآية ١٩ من سورة الأنبياء. (١٠) الآيتان ٢ و ٣ من سورة المعارج. (١١) الآية ١٦ من سورة الملك. (١٢) الآية ٧١ من سورة طه. (١٣) الآية ٢ من سورة التوبة. (١٤) الآية ٤ من سورة المعارج. (١٥) "التمهيد" (٧/١٢٩-١٣٠) .