وروي عن أبي صالح:{أكاد أخفيها} قال: يخفيها من نفسه.
وعن قتادة:{أكاد أخفيها} - وهي في بعض القراءات:" أخفيها من نفسي"(١) -: "لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، ومن الأنبياء المرسلين"(٢) .
وقال ابن كثير:" أكاد أخفيها" قال الضحاك: عن ابن عباس أنه كان يقرؤها: "أكاد أخفيها من نفسي"، يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً، وقال سعيد بن جبير: عن ابن عباس، "من نفسه"، وكذا قال مجاهد وأبو صالح، ويحيى بن رافع.
وقال السدي: ليس أحد من أهل السماوات والأرض، إلا وقد أخفى الله عنه علم الساعة، وهي في قراءة ابن مسعود:" إني أكاد أخفيها من نفسي"(٣) .
وقال ابن جرير في قوله -تعالى-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ، يقول: إنك يا رب لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لا أنطق به ولم أظهره بجوارحي، فكيف بما نطقت به وأظهرته بجوارحي، لو كنت قد قلت للناس:
{اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ} كنت قد علمته، لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به، فكيف بما نطقت به؟ {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} يقول: ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه، لأني إنما أعلم من الأشياء ما علمتنيه" (٤) .
(١) هي قراءة ابن مسعود، كما سيأتي عن ابن كثير وابن عباس. (٢) "تفسير ابن جرير" (١٦/١٤٩) طبعة الحلبي. (٣) "تفسير ابن كثير" (٥/٢٧٢) طبعة الشعب. (٤) "تفسير ابن جرير الطبري" (١١/٢٣٨) تحقيق: محمود شاكر.