وقوله في هذا الحديث:" أنت نور السماوات والأرض ". وكذا حجابه النور كقوله:" حجابه النور - أو النار-" كما في حديث أبي موسى" اهـ. (٢)
وقال -تعالى-: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}(٣) على القول بأن الضمير يعود إلى الله -تعالى-.
قال ابن القيم: " إضافة النور إلى الله -تعالى- على أحد وجهين:
إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله.
فالأول: كقوله - عز وجل -: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}(٤) فهذا يكون يوم القيامة، تشرق بنوره -تعالى- إذا جاء لفصل القضاء بين عباده.
ومنه قوله في الدعاء المشهور:" أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني، لا إله إلا أنت"(٥) .
وفي الأثر الآخر:" أعوذ بنور وجهك، الذي أشرقت له الظلمات "(٦) .
(١) الآية ٣٥ من سورة النور. (٢) من "الصواعق" ملخصاً (٣٥٩) . (٣) الآية ٣٥ من سورة النور. (٤) الآية ٦٩ من سورة الزمر. (٥) هو الحديث المتقدم ذكره، قال في " الفتح الكبير": خرجه الطبراني. انظر لفظه فيه (١/٢٣٥) . (٦) تقدم تخريجه قبل قليل.