قال:"باب قول الله -تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ}(١)
قال القرطبي: "بالحق-أي بكلمة الحق- يعني: قوله: كن" (٢) .
ومثله قال القسطلاني، ثم قال: " وقال ابن عادل في لبابه: قيل: الباء بمعنى اللام، أي إظهاراً للحق؛ لأنه جعل صنعه دليلاً على وحدانيته، فهو نظير قوله - تعالى -: {مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً}(٣) .
وقال الخازن:" يعني إظهاراً للحق، فعلى هذا تكون الباء بمعنى اللام، لأنه جعل صنعه دليلاً على وحدانيته، وقيل: خلقها بكمال قدرته، وشمول علمه، وإتقان صنعه، وكل ذلك حق.
وقيل: خلقها بكلامه الحق، وهو قول "كن" وفيه دليل على أن كلام الله - تعالى- ليس بمخلوق؛ لأنه لا يخلق مخلوق بمخلوق"(٤) .
(١) الآية ٧٣ من سورة الأنعام. (٢) "تفسير القرطبي" (٦/١٩) . (٣) الآية ١٩١ من سورة آل عمران، "هدي الساري" (١٠/٣٦٩) . (٤) "تفسير الخازن" (٢/١٤٧) .