قال القرطبي -رحمه الله-: «الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه، يقال عذت بفلان واستعذت به؛ أي: لجأت إليه، وهي عياذي، أي: ملجئي»(١).
فمعناها إذًا:«الالتجاء والاعتصام والتحصُّن».
معنى الاستعاذة اصطلاحًا:
ولفظ يحصل به الالتجاء إلى الله تعالى، والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم، وهي ليست من القرآن بالإجماع، ولفظها لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء، أي: اللهم أعذني من الشيطان الرجيم (٢).
وقال ملَّا علي القاري -رحمه الله- (٣): «يعني: اللهم احفظني من وسوسته وإغوائه
(١) الجامع لأحكام القرآن (٤/ ١). (٢) الإضاءة في أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع، (ص ٦). (٣) هو العلَّامة علي بن سلطان محمد الهروي المكي الحنفي، المشهور بالقاري. وُلد في هراه=