قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ -رحمه الله-: «وأجمع الناس على أنّ عدد آي سورة الحمد سبع آيات: {الْعَالَمِينَ} آية، {الرَّحِيمِ} آية، {الدِّينِ} آية، {نَسْتَعِينُ} آية، {الْمُسْتَقِيمَ} آية، {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آية، {وَلَا الضَّالِّينَ} آية.
وقد ذكرنا في تفسير {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ما ورد من خلاف ضعيف في ذلك» (٢).
وكذلك هو اختيار سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- تعالى حيث يقول سماحته:«إنها -أي: البسملة- ليست من الفاتحة، وإنما أول الفاتحة:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هذه الآية الأولى، الثانية {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الثالثة، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الرابعة، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هي الخامسة، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هذه هي السادسة، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} هي السابعة»(٣).
وبذكر أبي عمرو الداني عثمان بن سعيد لرؤوس الآي في السورة الكريمة بدءًا بـ {الْعَالَمِينَ}، وكذلك ذكر ابن عطية الأندلسي عد آيات السورة السبع بدءًا بـ {الْعَالَمِينَ}، وكذلك أيضًا قول الإمام ابن باز -رحمه الله- يتضح عدم إثباتهم للبسملة، فلم يعدوها آية في الفاتحة، وبهذا تتوافق تلك الأقوال مع اختيار شيخ الإسلام:«أنها آية مستقلة»، وهو أقرب الأقوال.