الصّلاة، والسّبع المثاني؛ لأنّها سبع آياتٍ باتّفاق العلماء.
وسمّيت مثاني لأنّها تثنّى في الصّلاة، فتقرأ في كلّ ركعةٍ، وقال مجاهدٌ: سمّيت مثاني لأنّ اللّه تعالى استثناها لهذه الأمّة فذخرها لهم» (١).
يقول الفخر الرازي -رحمه الله-: «اعلم أن هذه السورة لها أسماء كثيرة، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى:
فالأول: «فاتحة الكتاب» سميت بذلك الاسم لأنه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل سميت بذلك لأن الحمد فاتحة كل كلام على ما سيأتي تقريره، وقيل: لأنها أول سورة نزلت من السماء.
والثاني:«سورة الحمد» والسبب فيه أن أولها لفظ الحمد.
والثالث:«أم القرآن»» (٢).
وفي نحو قول الرازي يقول ابن عاشور:«لم يثبت في السنة الصحيحة من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، أو السبع المثاني، أو أم القرآن، أو أم الكتاب»(٣).
ونسوق بعض الأدلة الصحيحة والصريحة في بعض أسماء السورة الكريمة.
[١ - تسميتها بالسبع المثاني والقرآن العظيم.]
عن أبي سعيد بن المعلَّى، قال: كنتُ أصلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أُجِبْه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال:«ألم يقل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: ٢٤]»، ثم قال لي:«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد»، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت