هم:«من أهل نصيبين، فلما حضروا القرآن ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ، قال بعضهم لبعض: أنصتوا لنستمع القرآن، وجعلهم رسلًا إلى قومهم»(٢).
«ووفود الجن تلقوا العلم من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتلك كانت بداية معرفة الجنّ برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، استمعوا لقراءَة القرآن بدون علم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فآمن فريق منهم، وانطلقوا دعاة هداة.
ثمّ جاءَت وفود الجنّ بعد ذلك تتلقى العلم من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأعطاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من وقته، وعلمهم مما علمه الله، وقرأ عليهم القرآن، وبلغهم خبر السماء .... وكان ذلك في مكة قبل الهجرة.
روى مسلم في صحيحه عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلتُ: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنّا كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، ففقدناهُ، فالتمسناهُ في الأودية والشعابِ، فقلنا: استطير أو اغتيل، قال فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول