كتاب التوحيد لابن منده - ت الوهيبي والغصن

الجزء الأول - ذكر آية أخرى تدل على وحدانية الله فى خلق الجبال وما أخبر عما فيها من المنافع ووصف ألوانها - ص: 175

ذكر آية أخرى تدل على وحدانية الله فى خلق

الجبال وما أخبر عما فيها من المنافع وَوَصْف ألوانها

قال الله عز وجل مُخْبرا عن بَديْع حِكْمتِه فى خلق الجبال، وأنها رواسى وأوتاداً: {وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢)} (١)، {وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧)} (٢). وقال تعالى:

{وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ .. }. (٣) - ثم أخبر عن منافعها فقال: { ... وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ .. }. (٤).

ثم أخبر عن ألوانها فقال عز وجل: { ... وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧)} (٥).

* بيان ذلك من الأثر:

(١ - ٧١) قال على بن أبى طالب - رضى الله عنه: أشد خلق ربك - عز وجل - عشرة: الجبال الرواسى، والحديد ينْحَتُ به الجبال، والنار تأكل الحديد، والماء يطْفِئ النار، والسحاب المُسَخّر بين السماء والأرض، والريح تُقِلّ السحاب،

---

(١) سورة النازعات، آية: ٣٢.
(٢) سورة النبأ، آية: ٧.
(٣) سورة النحل، آية: ١٥، وسورة لقمان، آية: ١٠. ومعنى تميد: قال ابن منظور قال أبو العباس تحرك بكم وتزلزل. (لسان العرب ٥٥٣/ ٣)
(٤) سورة البقرة، آية: ٧٤.
(٥) سورة فاطر، آية: ٢٧.