قال أهل التأويل: معنى البارئ هو: (١) الخالق الذى خلق النفوس فى الأرحام وصوّرها ما شاء فى ظلمات ثلاث (٢). والذارئ مثله: الذى ذراء الخلق وبرأهم من أمهاتهم. والخالق هو: المقدِّرُ الفاعل الصانع وهو البارئ وهو المصوّر فهذه صفة قدرتِه.
* والخلق منه على ضروب:
منها (ما)(٣) خَلَق بيده ويخلق إذا شاء. فقال:{ ... لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .. }. (٤). / ومنها خَلِق بمشيئته وكلامه ويخلق إذا شاء ولم يزل موصوفاً بالخالق البارئ المصور قبل الخلق بمعنى أنه يخلق ويصوّر.
(١ - ٢٤٤) وكان من دعاء على بن أبى طالب رضى الله عنه: يا بارئ المسموكات (٥) وجبار القلوب على فِطرتِها شقيها وسعيدها (٦).
(١) ذكر هذا قوام السنة الأصبهانى فى كتاب الحجه ص: ٣٣. وذكر الخطابى معنى البارئ هو الخالق. (شأن الدعاء ص: ٥٠). (٢) قال ابن جرير فى تفسيره ١٩٦/ ٢٣ وقوله: (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) يعنى فى ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة. ) - (٣) ما) ليس فى المخطوط والمعنى يقتضى ذلك. (٤) سورة ص، آية: ٧٥. (٥) المسموكات: أى السموات السبع، والسامك: العالى المرتفع. وسمك الشئ سمكه إذا رفعه. (النهاية ٤٠٣/ ٢). (٦) تخريجه: رواه الطبرانى فى الأوسط (٩٠٨٩) من رواية سلامة الكندى عن على. قال الهيثمى رجاله ثقات لكن سلامة الكندى عن على مرسلة [مجمع الزوائد ١٦٣/ ١٠].