قال أهل التأويل: معنى الأول: بالأولية وهو خالق أول الأشياء وسمّاه أول الأشياء. ومعنى الآخر: فهو الآخر الذى لا يزال آخر دائماً باقياً الوارث لكل شئ يديمو ميته وبقائه. معنى الظاهر: ظاهر بحكمته وخلقه وصنائعه وجميع نعمه الذى أنعم به فلا يرى غيره. ومعنى الاطن: المحتجب عن ذوى الألباب كنه (١) ذاته وكيفية صفاته عز وجل (٢).
(١ - ٢٥٢) أخبرنا محمد بن أيوب بن (حبيب)(٣) الرقى بمصر. قال: حدثنا هلال بن العلاء. قال: حدثنا حسين بن عياش (٤). حدثنا زهير بن معاوية، عن سليمان الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: أتت/فاطمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم تسأله خادماً فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: الذى جئت تطلبين أحب إليك أو خير منه، فَحَسِبْتُ أنها سألت علياً فقال: قولى ما هو خير. قال قولى: اللهم رب السموات السبع وربّ العرش العظيم، ربنا وربّ كل شئ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق (٥) الحبّ والنوى أعوذ بك
(١) الكنه: ماهية الشئ وحقيقته. (لسان العرب ٣٠٦/ ٣). (٢) انظر: كتاب (شأن الدعاء ص: ٨٧، ٨٨). وكذلك انظر: الحجة فى بيان المحجة ص: ٣٧. (٣) طمس فى المخطوط. (٤) حسين بن عياش، ابن حازم السلمى، مولاهم، أبو بكر الباجدائى، ثقة، مات سنة أربع ومائتين. (تقريب ١٧٨/ ١). (٥) الفلق: الشق. وقالق الحب والنوى أى: شق حب الطعام ونوى التمر للإنبات (النهاية ٤٧١/ ٣).