والانسان يغلب الريح يتقيها بيده ويذهب، والسّكر (١) يغلِب الإنسان، والنوم يغلِب السّكر، والهم يغلب النوم، فأشد خلق ربك الهم (٢). رواه زكريا بن أبى زائدة عن الشعبى (٣).
(٢ - ٧٢) أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد. قال: حدثنا الحسن بن على بن عفان (٤). قال: حدثنا عبد الله بن نُمير الهمدانى (٥). عن الأعمش، عن أبى ظبيان حُصين ابن جُندب عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: أول ما خلق الله عز وجل القلمَ فقال له اكتب. فقال: ما أكتب. فقال: اكتب القدر؛ فجرى بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال: ثم ارتفَعَ بُخَار الماء ففتق منه السموات، ثم خَلَقَ النون (٦) ثم بسط (٧) الأرض على/ظهره فاضطربت (٨) فمادت الأرض فأثبِتَتْ فإنها لَتَفْخَرْ عَلَيْهَا (٩).
(١) الُسكر: بضم السين وسكون الكاف، حالة السكران وهو ضد الصحو. (لسان العرب ١٧٠/ ٢ - النهاية ١٧٠/ ٢ - النهاية ٣٨٣/ ٢). (٢) تخريجه: ذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد عن علىّ رضى الله عنه وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات. (المجمع ١٣٢/ ٨). - وكذلك نسبه إليه السيوطى فى الدّر المنثور (١٦٦/ ١). (٣) الشعبى: هو عامر بن شراحبيل الشعبى، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه، فاضل، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. مات بعد المائة وله نحو من ثمانين سنة. (تقريب ٣٨٧/ ١). (٤) الحسن بن على بن عفان: العامرى، أبو محمد الكوفى، صدوق، مات سنة سبعين. وقيل إن أبا داود روى عنه. (تقريب ١٦٨/ ١). (٥) عبد الله بن نمير، بنون مصغرا، الهمدانى، أبو هشام الكوفى، ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، مات سنة تع وتسعين وله أربع وثمانون. (تقريب ٤٥٧/ ١). (٦) النون: هو الحوت الذى عليه الأرضون على قول البعض. (تفسير ابن جرير ١٤/ ٢٩). (٧) عند الطبرى والآجرى: «فدحيت الأرض». (٨) عند الطبرى والآجرى:» فاضطرب النون فمادت». (٩) تخريجه: أخرجه بنحوه الطبرى فى التفسير (١٤/ ٢٩. وفى التاريخ ٥١/ ١) والآجرى فى الشريعة (ص ١٧٩). والبيهقى فى الأسماء (ص ٣٧٨).