وأمَّا الْحُرَق: فهي أيضًا من عوارض الحُبِّ وآثاره، والحُرقة تكون من الحُبِّ تارةً، ومنه قولهم: ما لك حُرْقةٌ على هذا الأمر، وتكون من الغيظ. ومنه في الحديث:«تَرَكْتُهُمْ يَتَحَرَّقُون عَلَيْكُمْ»(١).
فصل
وأما السُّهْدُ: فهو أيضًا من آثار المحبَّة ولوازمها، فالسُّهادُ: الأرَقُ. وقد سَهِدَ الرجل ـ بالكسر ـ يَسْهَد سَهَدًا، والسُّهُدُ ـ بضم السين والهاء ـ: القليل النوم. قال أبو كبير الهُذَلي (٢):
فأَتتْ به حُوشَ الْجَنَانِ مُبَطَّنًا ... سُهُدًا إذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل
وَسَهَّدْتُه أنا، فهو مُسَهَّد.
فصل
وأمَّا الأرَقُ: فهو أيضًا من آثار المحبَّة ولوازمها، فإنَّه السَّهَرُ. وقد أرِقتُ ــ بالكسر ــ أي: سَهِرْتُ، وكذلك ائْتَرَقْتُ على افتعلتُ، فأنا أرِقٌ وأرَّقَنِي كذا تَأْريقًا، أي: أسْهرني.
(١) ذكره ابن هشام في «السيرة النبوية» (٣/ ١٠٢). (٢) البيت له في «الحماسة» (١/ ٧٤)، و «الشعر والشعراء» (٢/ ٦٧٥)، و «شرح أشعار الهذليين» (٣/ ١٠٧٣)، و «اللسان» (سهد، حوش، هجل)، و «خزانة الأدب» (٣/ ٤٦٦)، و «المعاني الكبير» (١/ ٥١٩)، و «جمهرة اللغة» (ص ٣٦٠).