وأمَّا الاكتئاب: فهو افتعالٌ من الكآبةِ، وهي سوء الحال، والانكسار من الحزن، وقد كَئِبَ الرجلُ يَكأبُ، كَأْبةً وكَآبةً (١) كَرَأْفَةٍ وَرَآفة، ونشأةٍ ونَشاءة. فهو كئيب، وامرأةٌ كئيبةٌ، وكأْباءُ أيضًا. قال الراجز (٢):
أوْ أنْ تُرَىْ كأْبَاءَ لَمْ تَبْرَ نْشِقي
واكتأبَ الرجلُ مثله. ورمادٌ مكتئبُ اللون: إذا ضربَ إلى السواد، كما يكون [١٥ أ] وجهُ الكئيب. والكآبة تتولَّدُ من حصول الحبِّ وفوتِ المحبوب، فتحدُثُ بينهما حالةٌ سيِّئَة تُسمَّى الكآبة.
فصل
وأمَّا الوَصَبُ: فهو ألمُ الحُبِّ ومرضُه، فإنَّ أصلَ الوَصَب: المرض، وَقَد وَصِبَ الرَّجلُ يَوْصَبُ فهو وَصِبٌ، وَأَوْصَبه اللهُ فهو مُوْصَبٌ (٣)، وَالمُوَصَّبُ ــ بالتشديد ــ: الكثير الأوجاع.
(١) «وكآبة» ساقطة من ش. (٢) في هامش ت: «أوله: عزَّ على عمك أن تُؤوَّقي». والرجز لجندل بن المثنى الطهوي في «اللسان» (كأب، أهق، برشق)، و «التنبيه والإيضاح» (١/ ١٣١)، و «ديوان الأدب» (٤/ ٢٢٩). وبلا نسبة في «جمهرة اللغة» (ص ٢٤٥، ٩٨٠، ١٢١٧)، و «تهذيب اللغة» (٩/ ٣٧٦)، و «الصحاح» (١/ ٢٠٧)، و «مقاييس اللغة» (١/ ١٥٧)، و «المخصص» (٥/ ٢٤). (٣) ش: «وصب» تحريف.